بحث حول الصحافة الإلكترونية في التشريع الاعلامي الجزائري اعداد الباحث حسوني محمد عبد الغني

الإهداءات
  • Hassouni Mohamed Hassouni Mohamed:
    سلام عليكم جميعا.... مرحبا بكم:cool:
  • Fatima Zahraâ Fatima Zahraâ:
    مرحبا بكم في الموقع :cool:
  • Fatima Zahraâ Fatima Zahraâ:
    السلام عليكم جميعا
  • IlZa GüZęl IlZa GüZęl:
    hello all :cool:
  • Oum Lina Oum Lina:
    Hi how are you

Salem amine

عضو نشيط جدا
المشاركات
125
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
بحث حول الصحافة الإلكترونية في التشريع الاعلامي الجزائري
اعداد الباحث حسوني محمد عبد الغني

المقدمة:
شهدت وسائل الإعلام في العقود الأخيرة تطورات غير مسبوقة، وخاصة مع الثورة الرقمية وانتشار الإنترنت. من بين هذه التطورات، برزت الصحافة الإلكترونية كأحد أهم أشكال الإعلام الحديثة التي غزت الفضاء الإعلامي الجزائري والعالمي على حد سواء. تمتاز الصحافة الإلكترونية بالسرعة في نشر الأخبار، وتعدد الوسائط المستخدمة (نص، صورة، فيديو)، وقدرتها على التفاعل مع الجمهور بشكل مباشر من خلال منصات التواصل الاجتماعي.

مع انتشار هذه الوسيلة الإعلامية، أصبح من الضروري أن يتواكب التشريع الإعلامي مع هذه المستجدات لضمان تنظيم وتوجيه الصحافة الإلكترونية بما يتماشى مع الحقوق والحريات وكذلك الضوابط القانونية. هذا البحث يهدف إلى استعراض الواقع التشريعي الجزائري فيما يتعلق بالصحافة الإلكترونية، ومعرفة كيفية تنظيم هذه الصحافة من خلال القوانين المعمول بها في الجزائر.

المبحث الأول: تعريف الصحافة الإلكترونية وتطورها
المطلب الأول: تعريف الصحافة الإلكترونية
الصحافة الإلكترونية هي شكل من أشكال الإعلام التي تعتمد على الإنترنت كوسيلة رئيسية لنشر المعلومات والمواد الصحفية. في العصر الرقمي، أصبحت الصحافة الإلكترونية أهم وأسرع وسيلة لنقل الأخبار والمعلومات مقارنة بالصحافة التقليدية. تستخدم الصحافة الإلكترونية تقنيات الإنترنت مثل المواقع الإلكترونية، المدونات، و المنتديات، فضلاً عن منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك و تويتر و يوتيوب.

خصائص الصحافة الإلكترونية:

السرعة: حيث يمكن نشر الأخبار في لحظتها دون انتظار الإصدار الورقي، مما يجعل الصحافة الإلكترونية تتمتع بقدرة عالية على تقديم الأخبار في الوقت الفعلي.
التفاعل: تتيح الصحافة الإلكترونية للقارئ التفاعل مع المحتوى من خلال التعليقات، و المشاركات، و التقييمات، مما يجعلها أكثر تفاعلية من الصحافة التقليدية.
التنوع الوسائطي: تتنوع الصحافة الإلكترونية في استخدام النصوص، و الصور، و الفيديو، و المحتوى الصوتي، مما يجعلها أكثر جذبًا وتنوعًا للمتلقين.
الانتشار العالمي: يمكن الوصول إلى المحتوى الصحفي عبر الإنترنت من أي مكان في العالم، مما يمنح الصحافة الإلكترونية قدرة على الانتشار العالمي.
المطلب الثاني: تطور الصحافة الإلكترونية في الجزائر
في الجزائر، بدأت الصحافة الإلكترونية في أواخر التسعينيات مع ظهور أولى المواقع الإلكترونية التي أطلقتها بعض الصحف الجزائرية مثل الخبر و الشروق. ثم بدأ النمو المتسارع للصحافة الإلكترونية في الجزائر بفضل انتشار الإنترنت و الأجهزة الذكية.

التحولات الرئيسية في تطور الصحافة الإلكترونية في الجزائر:

الانتشار السريع للإنترنت: مع تحسن البنية التحتية لشبكة الإنترنت في الجزائر، أصبح لدى المواطنين إمكانية الوصول إلى الأخبار عبر الإنترنت بشكل أسرع وأكثر سهولة.
ظهور منصات التواصل الاجتماعي: ساعدت منصات مثل فيسبوك و تويتر في زيادة تفاعل الجمهور مع الصحافة الإلكترونية. أصبحت هذه المنصات بمثابة منابر إعلامية جديدة، حيث يشارك الأفراد فيها الأخبار والمعلومات.
زيادة انتشار المواقع الإلكترونية: زادت أعداد الصحف والمجلات الإلكترونية التي يتم تحديثها بشكل دوري وتفاعلي، مما جعل الصحافة الإلكترونية أكثر شيوعًا في الجزائر.
دور الصحافة الإلكترونية في التغيير الاجتماعي: ساعدت الصحافة الإلكترونية على نشر معلومات حساسة حول قضايا الحقوق المدنية و الفساد و العدالة الاجتماعية، مما أسهم في نشر الوعي وتغيير المواقف.
المبحث الثاني: التشريع الإعلامي في الجزائر وتنظيم الصحافة الإلكترونية
المطلب الأول: الإطار القانوني العام للصحافة في الجزائر
تعتبر حرية الإعلام من الحقوق الأساسية المكفولة في الدستور الجزائري، حيث يضمن للمواطنين حق التعبير و الصحافة. ومع ظهور الصحافة الإلكترونية، كان من الضروري أن يُنظم التشريع الجزائري وسائل الإعلام الحديثة، بما في ذلك الصحافة الإلكترونية.

الدستور الجزائري (2016): في المادة 54 من الدستور الجزائري، تم التأكيد على حرية التعبير و الصحافة. كما أشار إلى أنه يجب على وسائل الإعلام، بما في ذلك الصحافة الإلكترونية، أن تحترم القيم الأخلاقية والحقوق الأساسية للأفراد.
قانون الإعلام 12-05 (2012): هذا القانون يُعد الإطار التشريعي الرئيس الذي يُنظم وسائل الإعلام في الجزائر بشكل عام. نص القانون على أن الصحافة يجب أن تكون حرة ومستقلة، ولكن في نفس الوقت، أقر مجموعة من الضوابط القانونية لتفادي التجاوزات.
الضوابط الأساسية التي جاء بها القانون تشمل:

الرقابة على المحتوى الإعلامي.
حماية حقوق الملكية الفكرية.
الالتزام بالمعايير الأخلاقية في نقل الأخبار.
المطلب الثاني: تنظيم الصحافة الإلكترونية في التشريع الجزائري
مع تطور الصحافة الإلكترونية في الجزائر، أصبح من الضروري تكييف التشريعات القانونية لمواكبة هذا التطور. لذلك، تم تعديل قانون الإعلام ليشمل الصحافة الإلكترونية، وتوضيح دور المرسل والمستقبل في العملية الإعلامية الرقمية.

إلزام المواقع الإلكترونية بالترخيص: وفقًا للقانون المعدل، تم فرض إلزامية الحصول على ترخيص من السلطات المختصة لجميع المواقع الإلكترونية الصحفية قبل نشر الأخبار. هذا يهدف إلى ضمان الشفافية و الالتزام بالقوانين.

التنظيم المالي: تم فرض رسوم مالية على الصحافة الإلكترونية، مثل رسوم الترخيص السنوية، بهدف تنظيم السوق الإعلامي وضمان الالتزام بالقوانين المالية.

الرقابة على المحتوى: تتولى السلطات المختصة مراقبة المحتوى الإلكتروني للتأكد من عدم انتهاكه القوانين الوطنية، بما في ذلك قوانين الأمن العام و التحريض على العنف.

الأخلاقيات الصحفية: شدد القانون على ضرورة أن تلتزم الصحافة الإلكترونية بـ الأخلاقيات الصحفية، وأن يتم التأكد من دقة الأخبار قبل نشرها لتجنب نشر الشائعات أو المعلومات المغلوطة.

المطلب الثالث: قوانين متعلقة بالصحافة الإلكترونية في الجزائر
في إطار تنظيم الصحافة الإلكترونية، تم إقرار عدة قوانين لتحديد إطار عمل الصحافة الإلكترونية وضمان حمايتها من الممارسات الضارة. من أهم القوانين المتعلقة بالصحافة الإلكترونية:

قانون حماية المعطيات الشخصية (2018): ينظم هذا القانون كيفية حماية البيانات الشخصية التي يتم جمعها من قبل المواقع الإلكترونية. يهدف إلى حماية خصوصية الأفراد وضمان التزام المواقع بالقوانين المتعلقة بحماية البيانات.

قانون مكافحة جرائم الإنترنت: يتناول هذا القانون الجرائم الإلكترونية مثل التحريض على العنف أو التشهير أو نشر الأخبار الزائفة. كما يعاقب هذا القانون الأنشطة الإلكترونية الضارة.

قانون حقوق الطبع والنشر: ينظم هذا القانون كيفية حماية حقوق الملكية الفكرية للأفراد والمواقع التي تنشر محتوى أصليًا على الإنترنت. يشمل ذلك المقالات الصحفية، الصور، الفيديوهات، وغيرها من المحتويات المملوكة.

المبحث الثالث: التحديات التي تواجه الصحافة الإلكترونية في الجزائر
المطلب الأول: التحديات القانونية
على الرغم من أن الجزائر قد وضعت إطارًا قانونيًا للصحافة الإلكترونية، إلا أن الصحافة الإلكترونية لا تزال تواجه العديد من التحديات القانونية التي تؤثر على استقلاليتها وفعاليتها.

الرقابة الحكومية: تواجه الصحافة الإلكترونية في الجزائر رقابة حكومية قد تؤثر على حرية التعبير، خاصة فيما يتعلق بالمحتوى الذي ينتقد السياسات الحكومية. هذه الرقابة قد تؤدي إلى تقييد الصحافة الإلكترونية ومنع نشر بعض الأخبار.

التعقيدات القانونية: يعاني الصحفيون في الجزائر من تعقيدات قانونية فيما يتعلق بالحصول على التراخيص وتطبيق القوانين الخاصة بحماية الملكية الفكرية.

التهديدات القانونية ضد الصحافيين: هناك تهديدات قانونية تواجه الصحافيين الإلكترونيين الذين يقومون بنشر محتوى قد يتعارض مع مواقف السلطات أو يعرضهم للمسائلة القانونية.

المطلب الثاني: التحديات التقنية والاقتصادية
على الرغم من تقدم الصحافة الإلكترونية في الجزائر، إلا أن هناك تحديات تقنية و اقتصادية تؤثر على استدامتها:

البنية التحتية التقنية: على الرغم من التحسن المستمر في انتشار الإنترنت في الجزائر، إلا أن هناك بعض المناطق الريفية التي تعاني من ضعف البنية التحتية، مما يحد من إمكانية الوصول إلى الصحافة الإلكترونية بشكل شامل.

التمويل والإعلانات: تعاني الصحافة الإلكترونية من محدودية التمويل حيث تعتمد بشكل كبير على الإعلانات لتحقيق دخل، مما يجعل المواقع الإلكترونية بحاجة إلى تنظيم السوق الإعلاني بشكل قانوني لتجنب التلاعب.

الصحافة المواطنية: انتشرت ظاهرة الصحافة المواطنية حيث يقوم الأشخاص بنشر الأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى انتشار المعلومات المغلوطة أو الأخبار الزائفة بشكل أسرع، ويشكل تحديًا كبيرًا للصحافة الإلكترونية التقليدية.

الخاتمة:
في الختام، تعتبر الصحافة الإلكترونية في الجزائر جزءًا أساسيًا من النظام الإعلامي المعاصر، وقد عمل التشريع الإعلامي على تنظيم هذه الصحافة لتواكب التطورات الرقمية. ولكن لا تزال هناك تحديات قانونية وتقنية عديدة تحتاج إلى حلول لضمان استقلالية الصحافة الإلكترونية وتعزيز دورها في المجتمع. إن التنظيم القانوني للصحافة الإلكترونية في الجزائر يشكل خطوة هامة نحو تحقيق حرية الإعلام و حماية الحقوق الفردية والحد من التجاوزات الإعلامية.
 
أعلى