بين "الكواكبيّ" و" ميكيافيللي"
إن كان كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" الذي أبدعه "عبد الرحمن الكواكبي" موجّهاً إلى الشعوب المضطّهدة، يصف أحوالها، ويرسم لها طرق الخلاص.
فإنّ كتاب "الأمير" للحاذق "نيكولا ميكيافيللي"
موجّه إلى الحكّام كافّة. وأكاد أجزم أنّه لا يوجد حاكم مهما كانت صفته، ملكاً أو رئيساً، عادلاً أو مستبدّاً، إلّا وقرأ الكتاب وتمعّن حالات الإمارة فيه.
وإنّه لا بُدّ للحكّام المستبدّين من الاطّلاع على كتاب "الكواكبيّ"، لاتّقاء استشراء الحريّة بين أبناء شعوبهم.
ولابُدّ للشعوب من قراءة كتاب "ميكيافيللي" ليتعرّفوا إلى أدوات التسلّط، وتفسير تصرّفات الحكّام.
ولا بدّ من تداخل الاختصاصات في الكتابين، فشرح كلّ مشكلة يحمل في طيّاته قسطاً كبيراً من حلّها.