آخر ما يمكن أن يقال عن "الهوارية":
بين سرير "أحلام" وفراش "بيوض".
___
وفي مقارنة ما لا يقارن، ولا يمكن وضعه حتى في ذات الميزان، لمعرفة أي كفة وضفة ستميل بين "هوارية" بيوض و"عابر سرير" على زمن وحرف أحلام مستغانمي، نكتشف كم هو بائس، أن يسمو الأدب في لغة "عابر سرير" كان أنيقا في عبوره وراقيا في حرفه رغم "صدمة" العنوان، مخلفا وراءه ملايين القراء، فيما في الضفة الأخرى للحرية، كيف تنتهي "هوارية" في سرير "إنعام بيوض" لتعجن لنا من لون ورائحة "المني" قلة أدب، عنوانها حرية الوطء باسم ثقافة أن للهوارية حقها في نكح الأخلاق والقيم والتقاليد، قبل حقها في أن تكون هي "المنكحة" ذاتها، لتكون النتيجة أن الأولى، سَمَتْ وارتقت بعابر سريرها إلى قمة الحرف، لأنها أحلام الجسور المعلقة، فيما هوت الهوارية ببيوض إلى القاع، رغم كل جدل الترويج الذي نالته جراء غزوة الكتابة بمداد وحبر المني ..
"عابر سرير" و"فوضى الحواس" و"شهية كفراق"، "ذاكرة الجسد"، نماذج من روايات خالدة لسيدة أحلام وحلم، قبل أن تعتنق الحرف أضواء وشهرة وتميزا، اعتنقته رقيا وأدبا لا يخدش له مجلسا ولا يهتك له سترا، ليكون الجزاء من جنس الأدب وجنس أحلام، عكس أدب التبول في بئر الهوارية حيث أذيع في القرية، أن ناكحا مر من هنا وقد كانت غزوته الأدبية أن "بلل" السرير بنطفه العابرة لكل قيمة ومقام ..
تجربة الحمض النووي التي يمكن إجراؤها على رواية عابر سرير و"عابر" فوق "الهوارية"، ستكون نتيجتها الأكيدة، أن عابر "السرير" في رواية "مستغانمي"، حَبَل بحرف راقٍ، حفظ لأحلام مكانتها ومكانة من عبر سرير أدبها، فيما في "السرير" الأخر، حيث الهوارية تم وطئها عفنا، فإن عابر "بيوض" خلف في سرير أدبها المزعوم "قرفا" هوى بها إلى القاع ، بدلا من حرف رفع أحلام إلى حيث سرير الأنفة والسمو..
وخاتمة القول والسرير هنا، يمكن للأديب أن يمدد حرفه لغرف النوم، فيكتب من داخلها ما يشاء عن عابري السرير وما يجري تحت الأغطية، لكن حذار من أن تنسى في غمرة الوطء والكر والفر، أن السرير يعبر، لكن حرفك سيظل فوق السرير، شاهدا على أن ولادتك كانت سريرا، فإما أن ترتفع به "بياضا" أو يهوى بك حيث ..الهوارية و"بيوض".
ملخص السرير بين أحلام وبيوض، أن "سرير" مستغانمي حلق بسيرتا جسورا وتاريخا وقيما، أما سرير بيوض، فقد هوى بها كما حاول أن يهوى بتاريخ باهية سيدي الهواري إلى حيث الأزقة المظلمة والمجاري الأدبية النتنة، وطبعا فرق كبير بين من ارتقى بأهله، ليجعل من السرير عرينا وبين من كفر به أهله جملة وتفصيلا بعد أن جعل شرف الكلمة "فَرَشٌ" و"حصير" قش.
___
أحلام مستغانمي
