- المشاركات
- 21
- مستوى التفاعل
- 4
- النقاط
- 3
المدرسة الطاهرية – مشعل المجد التليد
حين دخل هذا الغريب إلى توات، لم يكن يحمل معه من الدنيا إلا زاداً علمياً استقى منه أنوار الهداية، ولا رفيقاً إلا إيمانه العميق برسالته، ولا عدةً سوى زاده من العلم الذي أفنى فيه زهرة طفولته وشبابه. جاء شاباً في مقتبل العمر، لم يجاوز العقد الثالث، وأطلق مشروعه التعليمي والدعوي الإصلاحي، مبشّراً بنهضة تحاكي نهضة السلف الصالح، يملؤه العزم في بناء جيل يعرف القيم ويهتدي بهدي العلم والإيمان.
لم يكن له حينئذٍ عزوة من بني جلدته، ولا شهرة تمهّد له الطريق، ولا سلطة تمد له يد العون، إنما كان يستند فقط إلى ركيزة راسخة:
- إيمانه بمسيرته.
- وثقة منحتها له أسرة السادة آل بن السيحمو.
هذه الحاضنة التي أدركت نبل مشروعه، وأيقنت أنه يحمل الخير لهذه الأرض، فآوته، وأمدّته بكل ما يلزم من عزيمة ودعم معنوي.
اتخذ من تواضعه سلاحاً ومن يقينه بالله سنداً، وأخذ يخطو بثبات، بوسائل بسيطة وإمكانيات محدودة، مؤسساً بذلك مشروعاً علمياً ودعوياً زاهرًا، أسهم به في إحياء علوم ضاعت رسومها، وإعادة إشراقة الدين إلى هذا الإقليم الطيب، فكانت جهوده كما الشجرة الثابتة التي تُستظل بها العقول وتنهل منها النفوس، وها نحن اليوم نقطف من ثمار تعبه المبارك، ونرتوي من ظلاله الوارفة التي ما زالت قائمة.
ولم يطل به المقام في توات، إذ لم تتجاوز مدة إقامته العقدين من الزمان. وكما هو حال الصالحين، فإن أعين الاستعمار الفرنسي لم تغفل عنه، فأخذت تترصد مشروعه، وترصد عليه حركاته، وتضيق ذرعاً بنجاحاته، حيث كان الرجل يفضح مكائدهم، ويكشف دسائسهم، فبدأوا في مضايقته والتخريض عليه؛ لكن شيخنا رحمه الله كان أذكى منها ، فقرر مغادرة البلاد ، بعد أن اطمأن على مستقبلها من خلال ما تركه من عقول نيرة ، وقلوب واعية تحمل رسالته ، وتؤمن بمشروعه .فكان تلاميذه يحملون روحه في عقولهم وقلوبهم، فاطمأن بأن الرسالة مستمرة، والمشعل مشرق، والبناء قائم.
واليوم، لا تزال بركة عمله تشع على هذه الأرض، ولا تزال مدرسته الطاهرية تشكل منارة للعلم والدين، يتخطى إشعاعها حدود الإقليم، لتصل آفاقاً أبعد، من خلال فروعها المنتشرة داخل الوطن وخارجه، كأنفاس من الدعوة المباركة التي امتدت رسالتها للعقول والقلوب.
هؤلاء هم الرجال الذين تخلد ذكراهم، أناس عظماء لم يعرفوا المستحيل، صنعوا المجد من العدم، وغرسوا الفضيلة والخير في دروب الدنيا.
هذه هي سيرة الشيخ مولاي أحمد الطاهر السباعي الإدريسي الحسني، قدّس الله روحه، ورفع ذكره، وأجزل له المثوبة عن توات وأهلها، وجعل مسيرته نبراساً يُهتدى به جيلاً بعد جيل.
حين دخل هذا الغريب إلى توات، لم يكن يحمل معه من الدنيا إلا زاداً علمياً استقى منه أنوار الهداية، ولا رفيقاً إلا إيمانه العميق برسالته، ولا عدةً سوى زاده من العلم الذي أفنى فيه زهرة طفولته وشبابه. جاء شاباً في مقتبل العمر، لم يجاوز العقد الثالث، وأطلق مشروعه التعليمي والدعوي الإصلاحي، مبشّراً بنهضة تحاكي نهضة السلف الصالح، يملؤه العزم في بناء جيل يعرف القيم ويهتدي بهدي العلم والإيمان.
لم يكن له حينئذٍ عزوة من بني جلدته، ولا شهرة تمهّد له الطريق، ولا سلطة تمد له يد العون، إنما كان يستند فقط إلى ركيزة راسخة:
- إيمانه بمسيرته.
- وثقة منحتها له أسرة السادة آل بن السيحمو.
هذه الحاضنة التي أدركت نبل مشروعه، وأيقنت أنه يحمل الخير لهذه الأرض، فآوته، وأمدّته بكل ما يلزم من عزيمة ودعم معنوي.
اتخذ من تواضعه سلاحاً ومن يقينه بالله سنداً، وأخذ يخطو بثبات، بوسائل بسيطة وإمكانيات محدودة، مؤسساً بذلك مشروعاً علمياً ودعوياً زاهرًا، أسهم به في إحياء علوم ضاعت رسومها، وإعادة إشراقة الدين إلى هذا الإقليم الطيب، فكانت جهوده كما الشجرة الثابتة التي تُستظل بها العقول وتنهل منها النفوس، وها نحن اليوم نقطف من ثمار تعبه المبارك، ونرتوي من ظلاله الوارفة التي ما زالت قائمة.
ولم يطل به المقام في توات، إذ لم تتجاوز مدة إقامته العقدين من الزمان. وكما هو حال الصالحين، فإن أعين الاستعمار الفرنسي لم تغفل عنه، فأخذت تترصد مشروعه، وترصد عليه حركاته، وتضيق ذرعاً بنجاحاته، حيث كان الرجل يفضح مكائدهم، ويكشف دسائسهم، فبدأوا في مضايقته والتخريض عليه؛ لكن شيخنا رحمه الله كان أذكى منها ، فقرر مغادرة البلاد ، بعد أن اطمأن على مستقبلها من خلال ما تركه من عقول نيرة ، وقلوب واعية تحمل رسالته ، وتؤمن بمشروعه .فكان تلاميذه يحملون روحه في عقولهم وقلوبهم، فاطمأن بأن الرسالة مستمرة، والمشعل مشرق، والبناء قائم.
واليوم، لا تزال بركة عمله تشع على هذه الأرض، ولا تزال مدرسته الطاهرية تشكل منارة للعلم والدين، يتخطى إشعاعها حدود الإقليم، لتصل آفاقاً أبعد، من خلال فروعها المنتشرة داخل الوطن وخارجه، كأنفاس من الدعوة المباركة التي امتدت رسالتها للعقول والقلوب.
هؤلاء هم الرجال الذين تخلد ذكراهم، أناس عظماء لم يعرفوا المستحيل، صنعوا المجد من العدم، وغرسوا الفضيلة والخير في دروب الدنيا.
هذه هي سيرة الشيخ مولاي أحمد الطاهر السباعي الإدريسي الحسني، قدّس الله روحه، ورفع ذكره، وأجزل له المثوبة عن توات وأهلها، وجعل مسيرته نبراساً يُهتدى به جيلاً بعد جيل.