- المشاركات
- 1,136
- مستوى التفاعل
- 125
- النقاط
- 63
رسالة محق التقوّل في مسألة التوسل
الكتاب: محق التقوّل في مسألة التوسل
المؤلف: الإمام العلامة محمد زاهد الكوثري
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله وصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه اجمعين
اما بعد: فإنا نرى طائفة من الحشوية يحاولون إكفار الأمة جمعاء بين حين وآخر بسبب أنهم يزورون القبور ويتوسلون الله تعالى بالأخيار. فكأنهم بذلك اصبحوا عباد الأوثان فحاشاهم من ذلك.
فأحببت ذكر آراء أئمة أصول الدين في مسألة التوسل لأنهم اصحاب الشأن في تبيين وجود الفرق بين التوحيد والإشراك وعبادة الأوثان، مع سرد مافي الكتاب والسنة من وجوه الدلالة على ذلك عند اهل العلم ردا للحق الى نصابه، وردعاً للجهل واصحابه، والله سبحانه ولي التسديد والتوفيق
الفصل الأول:
فأقول مستعيناً بالله جل جلاله: إني أرى أن أتحدث هنا عن مسألة التوسل التي هي وسيلة دعاتهم إلى رميهم الأمة المحمدية بالإشراك وكنت لا أحب طرق هذا البحث لكثرة ما اثاروا حوله من جدل عقيم مع ظهور الحجة واستبانة المحجة
وليس قصد أول من أثار هذه الفتنة سوى استباحة أموال المسلمين ليؤسس حكمه بأموالهم على دمائهم باسم أنهم مشركون وأنّى يكون للحشوية صدق الدعوة إلى التوحيد!
وهم في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب، والسنة والعمل المتوارث والمعقول.
أما الكتاب فمنه قوله تعالى (وابتغوا إليه الوسيلة) بعمومها تشمل التوسل بالأشخاص، والتوسل بالأعمال بل المتبادر من التوسل في الشرع هو هذا وذاك، رغم تقول كل مفتر أفاك
والفرق بين الحي والميت في ذلك لا يصدر إلا عمن ينطوي على اعتقاد فناء الأرواح، المؤدي الى إنكار البعث وعلى ادعاء انتفاء الإدراكات الجزئية من النفس بعد مفارقتها البدن، المستلزم لإنكار الأدلة الشرعية في ذلك.
أما شمول الوسيلة في الآية المذكورة للتوسل بالأشخاص فليس برأي مجرد، ولا هو بمأخوذ من العموم اللغوى فحسب، بل هو المأثور عن عمر الفاروق رضي الله عنه حيث قال بعد أن توسل بالعباس رضي الله عنه في الاستسقاء (هذا ولله الوسيلة الى الله عز جل) كما في الاستيعاب لابن عبد البر.
واما السنة فمنها حديث عثمان بن حنيف - بالتصغير - رضي الله عنه وفيه: " يا محمد إني توجهت بك إلى ربي "
وهكذا علّم الرسول صلى الله عليه وسلم الضرير الدعاء، وفيه التوسل بالشخص وصرفه عن ظاهره تحريف للكلم عن مواضعه بهوى.
وأما كون استجابة دعاء الضرير بدعاء الرسول صلوات الله عليه - وهو غير مذكور في الرواية - أوبدعاء الضرير، فلا شأن لنا بذلك، بل الحجة هي نص الدعاء المأثور عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقد نص على صحة هذا الحديث جماعة من الحفاظ كما سيأتي وقد ورد أيضاً في حديث فاطمة بنت أسد رضي الله عنها " بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي". ورجال هذا الحديث ثقات سوى روح بن صلاح. وعنه يقول الحاكم: ثقة مأمون وذكره ابن حبان في الثقات.
وهو نص على أنه لا فرق بين الأحياء والأموات في باب التوسل
وهذا توسل بجاه الأنبياء صريح.
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ". وهذا توسل بالمسلمين عامة أحياء وأمواتا.
وابن الموفق في سنده لم ينفرد عن مرزوق وابن مرزوق من رجال مسلم وعطية حسّن له الترمذي عدة احاديث، كما سيأتي.
الكتاب: محق التقوّل في مسألة التوسل
المؤلف: الإمام العلامة محمد زاهد الكوثري
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
الحمد لله وصلوات الله وسلامه على سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه اجمعين
اما بعد: فإنا نرى طائفة من الحشوية يحاولون إكفار الأمة جمعاء بين حين وآخر بسبب أنهم يزورون القبور ويتوسلون الله تعالى بالأخيار. فكأنهم بذلك اصبحوا عباد الأوثان فحاشاهم من ذلك.
فأحببت ذكر آراء أئمة أصول الدين في مسألة التوسل لأنهم اصحاب الشأن في تبيين وجود الفرق بين التوحيد والإشراك وعبادة الأوثان، مع سرد مافي الكتاب والسنة من وجوه الدلالة على ذلك عند اهل العلم ردا للحق الى نصابه، وردعاً للجهل واصحابه، والله سبحانه ولي التسديد والتوفيق
الفصل الأول:
فأقول مستعيناً بالله جل جلاله: إني أرى أن أتحدث هنا عن مسألة التوسل التي هي وسيلة دعاتهم إلى رميهم الأمة المحمدية بالإشراك وكنت لا أحب طرق هذا البحث لكثرة ما اثاروا حوله من جدل عقيم مع ظهور الحجة واستبانة المحجة
وليس قصد أول من أثار هذه الفتنة سوى استباحة أموال المسلمين ليؤسس حكمه بأموالهم على دمائهم باسم أنهم مشركون وأنّى يكون للحشوية صدق الدعوة إلى التوحيد!
وهم في إنكارهم التوسل محجوجون بالكتاب، والسنة والعمل المتوارث والمعقول.
أما الكتاب فمنه قوله تعالى (وابتغوا إليه الوسيلة) بعمومها تشمل التوسل بالأشخاص، والتوسل بالأعمال بل المتبادر من التوسل في الشرع هو هذا وذاك، رغم تقول كل مفتر أفاك
والفرق بين الحي والميت في ذلك لا يصدر إلا عمن ينطوي على اعتقاد فناء الأرواح، المؤدي الى إنكار البعث وعلى ادعاء انتفاء الإدراكات الجزئية من النفس بعد مفارقتها البدن، المستلزم لإنكار الأدلة الشرعية في ذلك.
أما شمول الوسيلة في الآية المذكورة للتوسل بالأشخاص فليس برأي مجرد، ولا هو بمأخوذ من العموم اللغوى فحسب، بل هو المأثور عن عمر الفاروق رضي الله عنه حيث قال بعد أن توسل بالعباس رضي الله عنه في الاستسقاء (هذا ولله الوسيلة الى الله عز جل) كما في الاستيعاب لابن عبد البر.
واما السنة فمنها حديث عثمان بن حنيف - بالتصغير - رضي الله عنه وفيه: " يا محمد إني توجهت بك إلى ربي "
وهكذا علّم الرسول صلى الله عليه وسلم الضرير الدعاء، وفيه التوسل بالشخص وصرفه عن ظاهره تحريف للكلم عن مواضعه بهوى.
وأما كون استجابة دعاء الضرير بدعاء الرسول صلوات الله عليه - وهو غير مذكور في الرواية - أوبدعاء الضرير، فلا شأن لنا بذلك، بل الحجة هي نص الدعاء المأثور عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقد نص على صحة هذا الحديث جماعة من الحفاظ كما سيأتي وقد ورد أيضاً في حديث فاطمة بنت أسد رضي الله عنها " بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي". ورجال هذا الحديث ثقات سوى روح بن صلاح. وعنه يقول الحاكم: ثقة مأمون وذكره ابن حبان في الثقات.
وهو نص على أنه لا فرق بين الأحياء والأموات في باب التوسل
وهذا توسل بجاه الأنبياء صريح.
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ". وهذا توسل بالمسلمين عامة أحياء وأمواتا.
وابن الموفق في سنده لم ينفرد عن مرزوق وابن مرزوق من رجال مسلم وعطية حسّن له الترمذي عدة احاديث، كما سيأتي.